يا من أحببتك حتي صرت وطني
كيف لك أن تتركني
بلا وطن
بلا قلب
بلا سكن
حتي أصبحت كعراه يسكنون الشوارع
يجحدون كل شيء
يسافرون … يرحلون …. وربما يهاجرون
إلي أوطان ربما تسعفهم
لكنهم لا يجدون
إلا وطن بالغدر لبلادهم أقسم
يحضنهم في أحضان
أحضان الشوك منها أرحم
يموتون في اليوم آلاف المرات
ولا يحيون أبدا
قلوبهم مستكينة
لم تعد تشعر
فقد فقدوا الأحساس
حتي دموعهم قد جفت
كأنهار من المنبع قطعت
عيناهم تشتاق لرؤيا أوطانهم
وأهات الحرمان في قلوبهم غرست
سكاكين الغدر تحضنها أيديهم
وسلطين الظلم بالكرابيج تأمرهم
أن يقتلوا بها أنفسهم
أو يلقوا بها في منابع الوطن
كأنهم لم يحيوا لحظة في حبه
ولم تشتاق أفئدتهم لربوعه
وهم من حرمهم الوطن من قربه
من جار عليهم الزمان علي أرضه
من ترجوا الوطن أن يحتويهم
وصم الوطن أظنه
لكنهم القوا السكاكين في قلوبهم
واختاروا الموت
فهم يعشقون تراب الوطن
دون أن يعشقهم الوطن
وهكذا أنا في حبك
صرت بلا وطن …. بلا هوية
كأنشودة بدوية
تحاكي بها كثيرين
فقدت الروح
وأصبحت جسد بلا حياة
تهتزه الريح
ليظن الناس أنه يحيي
وهو ميت